Palestine Blogs - The Gazette

ضوء

لا يصدر منك

ظلام اخر


who is MOHAMMED



خربش هنا


رشحني في دليل العرب الشامل



صورتي
الاسم:
الموقع: غزة, فلسطين, Palestine








بعد استشهاد عائلته بالحرب- محمد: لا يمكنني التصور ...

الحق على الطفل

معقول .....محكمة عوفر الاسرائيلية تقرر ابعاد طفل ع...

الطفل محمود.. جسد مشلول في غزة بلا امل و بلا دواء

بابا بابا!!!!!!

ناشطة سلام يهودية تعلن إسلامها عقب سجنها عامين في ...

عملية جراحية ناجحة لهنية عباس..هل تكون سببا في تحق...

اتعرفون من هذا ...؟؟؟؟

صورة بالف كلمة

LOCATION VIEW UPDATED HOURLYCURRENT VIDEOParis, Fr...






ديسمبر 2006 يناير 2007 فبراير 2007 أبريل 2007 مايو 2007 يوليو 2007 أغسطس 2007 سبتمبر 2007 أكتوبر 2007 نوفمبر 2007 ديسمبر 2007 يناير 2008 فبراير 2008 مارس 2008 أبريل 2008 مايو 2008 يونيو 2008 يوليو 2008 أغسطس 2008 سبتمبر 2008 نوفمبر 2008 ديسمبر 2008 يناير 2009 مارس 2009 أبريل 2009 مايو 2009 يونيو 2009 يوليو 2009 أغسطس 2009 سبتمبر 2009 أكتوبر 2009 نوفمبر 2009 ديسمبر 2009 يناير 2010 فبراير 2010 مارس 2010 أبريل 2010 مايو 2010 يونيو 2010 أغسطس 2010 سبتمبر 2010 أكتوبر 2010 يناير 2012




وكالة معا
وكالة فلسطين برس
وكالة فلسطين الان
المجموعة الفلسطينية للاعلام
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
شبكة فلسطين اليوم
Blogger
Google


حفار القبور
موسوعة كتب التخدير
مدونة علا من غزة
مدونات عربية
شمعة من أجل غزة
نسرين قلب الاسد
مؤسسة دكاكين
Google



جريدة القدس

جريدة الحياة الجديدة

جريدة الاهرام

صحيفة فلسطين

جريدة الايام


الأقصى


 



<$BlogDateHeaderDate$>
قصيدة فى القدس



مررنا على دار الحبيب فردنا

عن الدار قانون الأعادي وسورها

فقلت لنفسي ربما هي نعمة

فماذا ترى في القدس حين تزورها

ترى كل ما لا تستطيع احتماله

إذا ما بدت من جانب الدرب دورها

وما كل نفس حين تلقى حبيبها

تسر ولا كل الغياب يضيرها

فإن سرها قبل الفراق لقاؤه

فليس بمأمون عليها سرورها

متى تبصرِ القدس العتيقة مرة

فسوف تراها العين حيث تديرها

****

في القدس بائع خضرة من جورجيا

برم بزوجته يفكر في قضاء إجازة أو في طلاء البيت

في القدس توراة وكهل جاء من منهاتن العليا

يفقه فتية البولون في أحكامها

في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق

رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين

قبعة تحيي حائط المبكى وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا

تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم

في القدس دبّ الجند منتعلين فوق الغيم

في القدس صلّينا على الأسفلت

في القدس من في القدس إلا أنت

***

وتلفَّت التاريخ لي متبسما

أظننت حقا أن عينك سوف تخطئهم وتبصر غيرهم

هاهم أمامك متن نص أنت حاشية عليه وهامش

أحسبت أن زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني حجاب واقعها السميك لكي ترى فيها هواك

في القدس كل فتىً سواك

وهي الغزالة في المدى

حكم الزمان ببينها

مازلت تركض خلفها

مذ ودعتك بعينها

فارفق بنفسك ساعة

إني أراك وهنت

في القدس من في القدس إلا أنت

***

يا كاتب التاريخ مهلاً

فالمدينة دهرها دهران

دهر أجنبي مطمئن لا يغير خطوه

وكأنه يمشي خلال النوم

وهناك دهر كامن متلثم

يمشي بلا صوت حذار القوم

والقدس تعرف نفسها

فاسأل هناك الخلق يدللك الجميع

فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين

في القدس يزداد الهلال تقوسا مثل الجنين

حدْبا على أشباهه فوق القباب

تطورت ما بينهم عبر السنين

علاقة الأبِ بالبنين

في القدس أبنية حجارتها اقتباسات من الإنجيل والقرآن

في القدس تعريف الجمال مثمن الأضلاع أزرق

فوقه - يا دام عزك- قبة ذهبية تبدو برأيي مثل مرآة محدبة

ترى وجه السماء ملخصا فيها

تدللها وتدنيها

توزعها كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها

إذا ما أمّة من بعد خطبة جمعة

مدت بأيديها

وفي القدس السماء تفرقت في الناس تحمينا

ونحميهاونحملها على أكتافنا حملا

إذا جارت على أقمارها الأزمان

***

في القدس أعمدة الرخام الداكناتُ كأن تعريق الرخام دخان

ونوافذ تعلو المساجد والكنائس

أمسكت بيد الصباح تريه كيف النقش بالألوان

فهو يقول: "لا بل هكذا"।

فتقول: "لا بل هكذا"।

حتى إذا طال الخلاف تقاسما

فالصبح حر خارج العتبات

لكن إن أراد دخولها فعليه أن يرضى بحكم نوافذ الرحمن

***

في القدس مدرسة لمملوك أتى مما وراء النهر

باعوه بسوق نخاسة في أصفهان

لتاجر من أهل بغداد

أتى حلبا فخاف أميرها من زرقة في عينه اليسرى

فأعطاه لقافلة أتت مصرا

فأصبح بعد سنين غلاب المغول وصاحب السلطان

***

في القدس رائحة تركز بابلا والهند في دكان عطار بخان الزيت

والله رائحة لها لغة ستفهمها إذا أصغيت

وتقول لي إذ يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع علي: "لا تحفل بهم"...

وتفوح من بعد انحسار الغاز وهي تقول لي: "أرأيت"..

في القدس يرتاح التناقض والعجائب ليس ينكرها العباد

كأنها قطع القماش يقلبون قديمها وجديدها

والمعجزات هناك تلمس باليدين

في القدس لو صافحت شيخا

أو لمست بناية

لوجدت منقوشا على كفيك نص قصيدة – يا ابن الكرام – أو اثنتين

في القدس رغم تتابع النكبات ريح طفولة في الجو.

ريح براءة

في القدس رغم تتابع النكبات ريح براءة في الجو.

ريح طفولة

فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريح بين رصاصتين

***

في القدس تنتظم القبور كأنهن سطور تاريخ المدينة والكتاب ترابها

الكل مروا من هنا

فالقدس تقبل من أتاها كافرا أو مؤمنا

أمرر بها واقرأ شواهدها بكل لغات أهل الأرض

فيها الزنج والإفرنج والقفجاق والصقلاب والبشناق والتاتار والأتراك أهل الله والهلاك والفقراء

والملاك والفجار والنساك

فيها كل من وطأ الثرى

أرأيتها ضاقت علينا وحدنا

يا كاتب التاريخ ماذا جدَّ فاستثنيتنا

يا شيخ فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى أراك لحنت

العين تغمض ثم تنظر

سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالا

نائيا عن بابها

والقدس صارت خلفنا

والعين تبصرها بمرآة اليمين

تغيرت ألوانها في الشمس من قبل الغياب

إذ فاجأتني بسمة

لم أدر كيف تسللت في الدمع قالت لي وقد أمعنت ما أمعنت:

"يا أيها الباكي وراء أحمق أنت

لا تبك عينك أيها المنسي من متن الكتاب

لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه

في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت..

قصيدة للشاعر تميم البرغوثي المشارك في مسابقة امير الشعراء

<$BlogDateHeaderDate$>




هناك فى عالمنا قصص كثيرة عن اناس كثر سمعت احداها من احدهم فاحببت ان اسمعكم اياها ولكن عليكم ان تصبروا على فالقصة طويلة و تفاصيلها من الممكن ان تكون مملة لكنها قصة تستحق ان نسمعها و ساحكيها بلغتنا اى بالعامية الفلسطينية فاصبروا ......
فى مرة كنت قاعد عالبحر و سمعت اتنين من جيرانا بالخيمة واحد كان بيحكى لصاحبة عن قصة جار الهم
هذا قال فى واحد اسمة فتحى و مرتة اسمها سماح كانوا ناس غلابا و ساكنين بالايجار ولكن الله سبحانة و تعالى انعم عليهم و فتح عليهم باب الرزق فتحى ربنا اكرمة بالشغل و فتح علية من واسع بس ضلهم ساكنين بالاجار و الحمد لله اجاهم اطفال على قد الحال بس كانوا اكتر من انوا دارهم تستوعب ...
المهم اللى صار من غير ما اطول عليكم فى يوم من الايام قامت بين فتحى و بين سماح خناقة كانت صعبة شوى الجماعه شرشحوا بعض فى الحارة بس اجا اولاد الحلال جارهم الحيط بالحيط (1) و اتدخل والحمد لله اتصالحوا .. لكن الظاهر انوا نفوسهم ما صفيت بعد اكم من شهر رجعوا اتخانقوا خناقة بس هالمرة كانت الطوشة اقوى شوي ر بفضل جارهم اللى الحيط بالحيط و جار الهم تانى شوى بعيد بس زلمة واصل شوى و الكل بيسمعلة (2) المهم جابهم عندوا فى دارو و صالحهم و جمع الحارة كلها و عزمهم على الغدا او العشا مش فارقة المهم صالحهم . فرحنا و قلنا مشكلة جماعتنا انحلت والحمد لله .
لكن فى يوم ما فية شمس و ليلة ما فيها قمر رجع فتحى و سماح اتخانقوا بس هالمرة صوتهم كان عالى و فى الشارع كمان يا عمى شو اللى بيصير مش امبارح كانوا سمن على عسل الناس بتتفرج عليهم شوى الا سماح مدت ايدها على جوزها و لطشتة اول كف فتحى اتطلع حوالية مذهول والناس فى الشارع بتتطلع علية من غير ما حدا يتدخل راح ردلها الكف ... ما تكون سماح خيابة و تمسك الكعب و على راسك يا فتحى و وين يوجعك يا فتحى نزلتله الدم من راسة .. فتحى جرى بالحارة و دمة على راسة و سماح وراه لغاية ما طلع من الحارة كلها ما حدا عرف وين راح اولها ....
رجعت سماح على دارها و سكرت عاحالها هيا و اطفالها بالضبة والمفتاح
ما عارفة ايش بدها تسوى ... قالت فى نفسها اللى صار صار و كان لازم يصير هيك من الاول انا ليش صابرة علية (( كان احيانا يضربها كان عامل عليها دكتاتور زى كل الزلام اللى بيعرفهم كان يعرف عليها وحدة هيك حلوة و معارفها كتار و الكل بالبلد كلها مش بس بالحارة بيخاف منها (3), كان يخبى مصارى عنها و يصرفها هنا و هنا )) كان لازم من زمان ينعدل هيك.... ..
وضلت سماح تعزى حالها و تواسى حالها و تقول اللى صار مش غلط لا هذا الصح ,,, اما فتحى راح عند جماعه قرايبه سكن عندهم طبعا اجاهم سايح بدموا فاعوا معاه و بدل ما يعقولة و يهدوة فوعوة بزيادة .
العلقة بردت و فتحى بلش يفكر شو اللى صار .... كيف قدرت تضربنى انا جوزها القوى الجبار اللى كانت تخاف منى وتحسبللى الف حساب كيف عملت هيك كيف هان عليها و قال فى نفسة (والله لا اربيها و اخليها تعرف قيمتى )
المهم يوم والتانى خلصت مصارى سماح اللى كانت مخبياهم من ورا جوزها يعنى كانت من هنا و من هنا و من صاحباتها و قرايبها تحوشلها قرشين حلوين (4) بيضلهم يكبروا براسها و يقولوا الها ولا يهمك احنا معاكى احنا وراكى قديش بدك مصارى بنبعتلك وتقول كييف بدى امشى حالى المصارى قلال و اهل الحارة زى اللى قاطعوها بضلوا يحكوا معاها وصاحب الدكان اللى بيخاف من صاحبة جوزها بضل يبيعها ولا يداينها على الحساب و تبع الغاز بضل يدق عليها الباب وتبع الزبالة بضل ياخد زبالتها من على باب الدار ............
اجا فتحى وقال طيب اولادى انا ما باتخللى عنهم هادول اولادى انا ملزم بمصاريفهم بدى ابعتلهم مصروف كل شهر بشهرة بس امهم هادى انا مالى دخل فيها خليها مش بدها تعيش من غيرى والله لا اوريها المهم بعت المصارى مع صاحب الهم من برة و اجا اعطاهم للاولاد كل واحد بايده مصروفه وقالهم هادى من بابا بابا بيحبكم و ما بدوا يتخلى عنكم بس اللى عملتله امكم فية كتير والله ان شاء الله هالاكم من يوم و بيجى ياخدكم .
طبعا الاولاد زى كل الاولاد في اللى بيحب امة اكتر و في اللى بيحب ابوة اكتر اللى مع ابوهم قالوا اه والله حرام اللى عملتة فية ما بيصير واللى مع امهم قالوا مش ابونا بس بيستاهل احسن .
هالزلمة صاح ابوهم ما يكون خياب ورجع الفتحى وقالة والى اولادك فى منهم حكى هيك يعنى معك و فى منهم فلان و فلان و فلان مع امهم صافيين .
سرح ابوهم شوى و اجت صاحبيته اياها قالته شوف اللى معك من اولادك ابعتلهم مصروفهم عادى بس فلان و فلان و فلان لا تبعتلهم اكم ممن شهر بركى حسوا بقيمتك قالها والله فكرة اجا الشهر اللى وراه ما بعت لفلان و فلان و فلان مصارى والباقيين اجاهم مصروفهم لعندهم . اجت سماح وقالت هو انت يا فتحى احسن منى والله لا اورجيك وجمعت اولادها بعد المغرب وقالت الهم يافلان وفلان و فلان لاتخافوا يا ماما اللى ما بعتلة ابوه مصروف انا باعطية اياه و انتوا اللى اخد من ابوة مصروف والله لا انكد عليكم عيشتكم هو ابوكم بس بيفكر انوا ماسك المصروف تنسوش انكم قاعدين معايا هنا انا فى البيت و انا امكم و ست هالبيت و سيدة كمان هلقيت والله ما اخليكم تتهنوا لى نومة ولا اكلة و لا لبسة انا ماليش دخل فيكم اللى بدوا يكوى اواعية بعد اليوم واللى بدوا يتعشى انا ماليش دخل فية مش ابوكم بيبعت الكم مصارى كلوا من برة و اكوا اوعيكم برة بس ديروا بالكم باب الدار مسكر مفتاحه ضاع وجيرانا مش راضيين يفتحوه من برة يعنى بدكم تعيشوا على اللى فى البيت واللى ببعتوه الجيران من شباك الباب اللى ما بيساع يدخل منة اشى وصارت عاد سماح تنك على اولادها اللى مع ابوهم ان واحد سهر بالليل تضربة و ان واحد اتفرج عالتلفزيون خانتقة , اللى بتشوفه عالبكلونة تندك علية ....... وصار فتحى و سماح يتفننوا كيف بدهم كل واحد يكسب الاولاد لصفه والجيران قاعدين بيتفرجوا و اهل سماح(5) و اهل فتحى (6) بدل ما يهدوا الوضع بيزيدوة و بيديروا الكاز على النار بيغلطوا على بعض و بيسمعوا بعض كلام ما بينحكى بين اهل و اهل يعنى اللى بيشوفهم بيقول هادول ما صدقوا جنازة و يشبعوا لطم بيجى واحد من اهلة بنقول رجعوا لعقلهم الجماعه بنلاقيهم بيخربوها اكتر بيجى واحد من اهلها بنقول هادا طالع يلطف الجوا الا هو خابصها اكتر من الاول . وضل فتح قصدى فتحى و ضلت حماس قصدى سماح يعاندوا فى بعض والضحية الاولاد ما حدا شايل همهم سماح همها ما تطلع غلطانة و مش هامهما اولادها و فتحى كبريائة مس سامحله و نسى اولادة و جيرانهم اللى مبسوط عليهم واللى هما مش على بالة اصلا واللى ملهى بحالة واللى حاله من احسن من حالهم واللى ونضرب قبلة و سكت واللى واللى واللى والضحية هما الاولاد,اللى صاع واللى صار يدخن و اللى سرح فى الشوارع واللى اتعقد و بضل يجمع واللى بيكابر وبيقول بكرة بيرجعوا واللى مش فارقه عندة هيك و هما متخانقين هو بيستفيد من هنا و من هنا واللى بضلت تفرق معاه حط راسوا و نام والزبالة على باب البيت ملت الدار ريحه عاطلة والكهرب بتقطع كتير ووووو
اظن اننى اطلت عليكم بقصة جيراننا او قصتنا ....
ولكن ماذا نقول حسبى الله و نعم الوكيل






شخصيات القصة (1) جارهم الحيط بالحيط :مصر
(2) الجار الواصل: السعودية
(3) صاحبة الوالد : طبعا أسرائيل
(4) القرايب سوريا و ايران
(5) أهل سماح : قادة حماس
(6) أهل فتحى : قادة فتح
رسالة من المغرب

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلتنى هذة الرسالة من من اخت عزيزة من المغرب فاضت فيها مشاعر اختنا تجاة ما يجرى لنا الان على ارض فلسطين الحبيبة و لئن فلسطين هى لكل العرب و مشاعر كل العرب هى لفلسطين احببت مشاركتكم اياها



الحمد لله الذي يجيب سائله ولا يخيب، ويثيب معامله حين ينيب، ويغيث بالصلاح من لا يغيب، ويطنب ذاكره وذكره يطيب، منزه عن الآفات والعيوب، مطلع على خفيات العيوب {ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب} [الشورى:10].
وأصلي وأسلم على الحبيب اللبيب، من سلمت سريرته من كل ريب، وتعلقت روحه بعلام الغيوب، فكان الذاكر له في كل درب، اللَّهِج به على كل جنب؛ صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وعلى المقتفين طريقه إلى يوم الفصل والخطب.

بادئ ذي بدء أستهل بسؤال يؤرقني، بل يؤرق جل من يسري فيه دم عربي مسلم؛ ترى هل لنا قلوب؟ !!!
سؤال حبذا لو أجاب عنه كل واحد منا بكل صدق:
إذا قلنا " نعم " فأين هي؟ وفلسطين تستغيث ولا من مبال، إخواننا يقتلون، يذبحون، يحاصرون، يؤسرون، يجوعون، يشردون، .. ولا من آبه.
إذا قلنا يحزننا ويؤلمنا ذلك، فللأسف نحن كاذبون، نعم بالفعل كاذبون وأحزاننا واهية زائفة لا أساس لها، أتدرون لماذا إخوتي، أتدرون؟
والله إخواننا هناك بفلسطين المقدسة، بأرض الإسراء والمعراج، أرض الميعاد والمحشر لا يكادون ينعمون ولو لثوان قليلة بحُرِّيَة مما ننعمه نحن من متعة ورفاهية وراحة وطمأنينة وسكون و... إخواننا يعيشون دوما في حالة ترقب وخوف ورعب وهلع وقلق و..، (بسبب تجاسر أطماع شرذمة اليهود الصهاينة في فلسطين على جل ما تملك وتدنيس حرماتها ومقدساتها في محاولات متتالية على مرأى ومسمع المنتظم الدولي العام). إخواننا على أصوات الرصاص ينامون، وعلى هدم بيوتهم يستيقظون، وعلى انتهاك أعراضهم يتحسرون، وعلى قتل ذويهم وأهليهم يبكون، وللرصاص يستقبلون وللموت يعانقون، وتحت وطأة الدبابات يطحنون، ومن الجوع والقهر يموتون، ومن الجور والظلم والطغيان يستغيثون، ومن قطع الكهرباء يعانون ولكن أين هي القلوب؟ أين هي الضمائر؟ أين هم السامعون؟ أين المسلمون المتأسلمون؟ للأسف لا نجد معظمهم إلا نائمين، تائهين، لخطط اليهود منفذين ولاستمالة ود الصهاينة وتطبيع العلاقات معهم مهرولين.

فهلا استمعنا إلى الشارع الفلسطيني؟
هلا كانت هناك أذن صاغية؟
شعب لا يرض الحالة التي آلت إليها الساحة الفلسطينية الآن من الخلافات الواقعة بين الجبهتين؛ حماس وفتح.
لكن لم هذه الخلافات والنزاعات القائمة بين الفلسطينيين أنفسهم؟ خلافات لن أقول أنها تخدم مصالح الشعب الفلسطيني بقدر ما تخدم مصالح العدو اللذوذ بالدرجة الأولى.
لم نخلق فجوات بيننا لنسهل ونيسر دخول الصهيون عُقْر دارنا؟
لم نسمح بهذا التطاول الصهيوني الغاشم؟
أوليس ربنا –عز وجل- بقائل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ..} [سورة آل عمران، الآية: 103]، أين نحن من هذه الآية؟ رغم أنه أمر إلهي مفروض ومجبرون على أتباعه.
ألا تظنون معي أن السبب في ذلك هو أنا وأنت وأنت، ربما تستغربون من الأمر، وتقولون كيف ذلك؟ نعم، فنحن بأشياء تافهة مشغولون وعليها عاكفون وبها عن الصلاة ساهون وفي السجود من أجلها داعون، وفي مجالسنا عنها متحدثون ولأخبارها متطلعون ومشتاقون ومتحفزون، وبفنانينا وممثلينا معجبون ومقتدون وعلى أنغام الموسيقى نائمون وللسينما عاشقون وللأفلام ساهرون ولأحدث الموضات لابسون، وللأغاني مرددون ولكلام الله هاجرون وللغيبة مقبلون ولدين الله مضيعون وللغرب محبون ومقلدون، ونقول أين المشكلة ؟ !!!
أوليس علينا نحن المسلمون واجبات تجاه إخواننا المسلمين في فلسطين؟ أو لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
أليس من حقهم علينا نصرهم؟
أليس من حقهم علينا الاجتهاد في رفع الظلم عنهم؟
أليس من حقهم علينا مساعدتهم ماديا ومعنويا؟
ألم يقل الله –عز وجل-: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}. أين نحن من نصر الله حتى ينصرنا؟
اصدقوا أنفسكم القول قبل أن تصدقوني:
هل جعلنا همنا نصرة الإسلام والمسلمين ثم تخلف النصر؟
هل حافظنا على صلاة الفجر فتخلف النصر؟
هل قمنا بالسَّحَر ودعونا الله لإخواننا فتخلف النصر؟
هل جعلنا قدوتنا عمر بن الخطاب وصلاح الدين ثم تخلف النصر؟
هل تلينا كتاب الله وعملنا به فتخلف النصر؟
هل تركنا سماع الأغاني فتخلف النصر؟
هل تركنا مشاهدة الأفلام والمسلسلات فتخلف النصر؟
هل اتبعنا سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتخلف النصر؟
هل ارتدينا الحجاب على أكمل وجه فتخلف النصر؟

فهذه الأحداث إنما هي ابتلاء وتمحيص للناس كافة، ليميز الله الخبيث من الطيب، وللمؤمنين خاصة، ليمحص الله ما في الصدور، ويكشف ما في النفوس، ولتقوم الحجة على كل إنسان يوم القيامة أو تقوم له.
ومهما اشتدت النكبات وعظمت المآسي، فلن ييأس المؤمنون الصادقون، ولن يحرموا النصر وهم يسعون ويبذلون ويجاهدون على نهج مدروس واضح وأهداف جلية ويقين ثابت، فلابد إذن من البحث عن معالم النهج، ولابد من تحديد الأهداف وتمحيص التصورات واليقين وتوحيد الكلمة والموقف.
فهلا نبذنا الخلاف وتآزرنا وتآلفنا وأصغينا إلى قلوبنا وضمائرنا فما كان بيننا جائع ولا عارٍ ولا مغبون ولا مهضوم ولمحا لسان الصبح مداد الظلام.
هلا اغتنمنا هذا الظرف بمراجعة أنفسنا وتجديد إيماننا، وأخلصنا الله العبادة فلا نلجأ إلا إليه سبحانه من طلب العون والمدد، وجاهدنا أنفسنا في امتثال أوامره واجتناب نواهيه وأدينا الصلاة كما يجب لأنها تعين المسلمين خاصة في الشدائد والكربات والمفاجع.
هلا تركنا النزاعات والمذاهب والشيع وتنازل بعضنا لبعض والتفتنا إلى عدونا اليهودي المجرم السافك الدماء البريئة وعملائه المتواطئين معه وواجهناه معا بيد واحدة وبقلب واحد وبروح واحدة.
كما قال أبو الطيب المتنبي في الدعوة إلى القومية العربية في تحفيز العرب على جمع كلمتهم لتحطيم مكائد السلطات الأجنبية والتحرر من قيودها، مبينا بقوة وجلاء ضرورة أخذ العرب بزمام الحكم وإعادة الملك العربي إلى صفائه وصحته:
وإنما الناس بالملـوك وما

تفلح عُربٌ ملوكُها عَجَـمُ
لا أدبٌ عندهـم ولا حسب

ولا عهود لهم ولا ذِمَــمُ

ولا أملك إلا أن أحيي تحية إجلال وإكبار لأبطال المقاومة الفلسطينية الصامدة المدافعين عن الأقصى المبارك والمسترخصين أرواحهم في سبيله والدفاع عنه، وانصر برحمتك ربنا المجاهدين في فلسطين واشدد وطأتك على اليهود المجرمين وعملائهم المنافقين يا قوي يا عزيز.

أكتـب إليـك
بكل الأسى والأسف
أكتب إليك
يا كل عربي
يا كل أبي
عن قضية عربية منسية
عن سلام مفقود
أكتب إليك
عن شعب منبوذ
أكتب إليك
لقاءات وبيانات
استنكارات مستوطنات
انتظرنا طويلا
لعل السلام يأتي
ولعل هذا الغراب يرحل
وكل أملي في أمتي
يستيقظ فيها الأمل
لتأخذ الحجارة الإشارة
وترفع الذل والجور عن أمتي


بقلم الاخت : رشيدة من المغرب
<$BlogDateHeaderDate$>
بعد بيرتس غابي أشكنازي يقع في المطب..


نشر موقع صحيفة معريف صورة التقـــــــطت لرئيس الأركان، غابي أشكنازي وهو ينظر بمنظار مغلق، في نفس لموقف المخجل الذي سبقه إليه وزير الأمن السابق، عمــير بيرتس في فترة العـــــــــــــــــــدوان على لبنان।
وقد وصل أشكنازي يوم أمس إلى مركز التدريبات البرية "تسئيليم" برفـقة وزير الأمن إيهود باراك। وفي ختـــام الزيارة جلس كلاهما إلى جانب قائد سلاح البرية، الجنرال بيني غانتس، وقائد قاعـــــــــــدة "تسئيليم"، الميجر عوزي موسكوفيتش لمن أجل مشاهدة التدريبات بالنيران الحية لسرية دبابات الا أن عدسة المصور التقطت اشكنازى و هو ينظر عبر منظار مغلق قبل
أن يتدارك فيها الأمر لكن راحت علية
سلسة شهيد من فلسطين 5


الشهيد ناجى العلى

عندما ذكر اسم ناجى العلى يتبادر الى اذهاننا ذالك الصبى الصغير حافى القدميين حنظلة ولقد نجح ناجى العلى بجعل ذلك الطفل الصغير ايقونة للثورة الفلسطينية و نجح ايضا فى جعله رمزا للشتات الفلسطينى فعندما ارى حنظلة تتراى لى مخيمات الشتات هنا و هناك و تتراى لى كاتمات الصوت 000ولطالما تسائلت لماذا جعل ناجى حنظلة يدير وجهه لنا جميعا ؟؟؟ الى ماذا ينظر يا ترى هل لحنظلة وجه مثلنا ام شوهت المعانة وجهه؟ هل يعرف مثلنا ان يبتسم ام ان الابتسامة ليست جزء من قاومس حنظلة .....؟؟ سؤال اخد ناجى العلى معه اجابته الكثيرة معه رحم الله ناجى العلى


ناجي العلي في سطور


ناجي سليم حسين العلي ، الملقب بضمير الثورة ، من مواليد
قرية الشجرة عام 1936 وهي قرية تقع بين الناصرة و طبريا في الجليل الشمالي من فلسطين .
يقال إنها أعطيت هذا الاسم ، لأن السيد المسيح عليه السلام ، استظل فيء شجرة في أرضها .
شرد من فلسطين عام 1948 ، نزح وعائلته مع أهل القرية باتجاه لبنان ( بنت جبيل) وهو من أسرة فقيرة تعمل في الزراعة والأرض ، لجأ إلى
مخيم عين الحلوة شرق مدينة صيدا حيث سكن وعائلته بالقرب من بستان أبو جميل قرب الجميزة منطقة " عرب الغوير" وكان يقضي أوقاتاً طويلة في مقهى أبو مازن (محمد كريم – من بلدة صفورية ) .
وكانت حياة ناجي العلي في المخيم عبارة عن عيش يومي في الذل. فأحدث ذلك صحوة فكرية مبكرة لديه، عرف انه وشعبه ، كانا ضحايا مؤامرة دنيئة دبرتها بريطانيا وفرنسا ، بالتحالف والتنسيق مع الحركة الصهيونية العالمية .
درس ناجي العلي في مدرسة " اتحاد الكنائس المسيحية " حتى حصوله على شهادة " السرتفيكا" اللبنانية ، ولما تعذر عليه متابعة الدراسة ، اتجه للعمل في البساتين وعمل في قطف الأكي دنيا والحمضيات والزيتون (مع الوكيل سعيد الصالح أبو صالح ) لكن بعد مدة ، ذهب إلى طرابلس – القبة ومعه صديقة محمد نصر شقيق زوجته (لاحقاً )ليتعلم صنعة في المدرسة المهنية التابعة للرهبان البيض .
تعلم سنتين هناك ، ثم غادر بعد ذلك إلى بيروت حيث عمل في ورش صناعية عدة ، نصب خيمة قديمة (من الخيم التي كانت توزعها وكالة الغوث ) في حرش مخيم شاتيلا ، وعاش في حياة تقشف .
1957 سافر إلى السعودية بعدما حصل على دبلوم الميكانيكا وأقام فيها سنتين ، كان يشتغل ويرسم أثناء أوقات فراغه ، ثم عاد بعد ذلك إلى لبنان .
1959 حاول أن ينتمي إلى حركة القوميين العرب ، لأنه وخلال سنة واحدة ، أبعد أربع مرات عن التنظيم ، بسبب عدم انضباطه في العمل الحزبي .
1960 - 1961 أصدر نشرة سياسية بخط اليد مع بعض رفاقه في حركة القوميين العرب تدعى " الصرخة " .
1960 دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم ( أليكسي بطرس) لمدة سنة ، إلا أنه ونتيجة ملاحقته من قبل الشرطة اللبنانية ، لم يداوم إلا شهراً أو نحو ذلك ، وما تبقى من العام الدراسي أمضاه في ضيافة سجون الثكنات اللبنانية ، حيث ( .. أصبح حنظلة زبوناً دائماً لمعظم السجون ، تارة يضعونه في سجن المخيم ، وأخرى ينقلونه إلى السجن الأثري في المدينة القريبة (سجن القلعة في صيدا – القشلة ) ، وإ.ذا ما ضخموا له التهمة ـ فإنهم كانوا ينقلونه إلى سجن العاصمة أو المناطق الأخرى - . بعد ذلك ، ذهب إلى مدينة صور ودرس الرسم في الكلية الجعفرية لمدة ثلاث سنوات .
1963 سافر إلى الكويت وعمل في
مجلة الطليعة الكويتية رساماً ومخرجاً ومحرراً صحافياً ، وكان هدفه أن يجمع المال ليدرس الفن في القاهرة أو في إيطاليا .
ترك الكويت مرات عدة وعاد إليها .
1968 عمل في
جريدة السياسة الكويتية لغاية العام 1975 .
مع بداية العام 1974 عمل في
جريدة السفير ، وقد استمر فيها حتى العام 1983 .
1979 انتخب رئيس رابطة الكاريكاتيرالعرب .
عام 1982 اعتقل في صيدا من قبل العدو الإسرائيلي وأطلق سراحه حيث إنهم أخطأوا التعرف إلى شخصيته .
1983 بعد أن ضاق به أهل البيت ذرعاً ، ترك بيروت متوجهاً إلى الكويت ، حيث عمل في
جريدة القبس الكويتية وبقي فيها حتى أكتوبر 1985 .
1985 بعد أن ضاق به أهل البيت ذرعاً ، ترك الكويت وتوجه إلى لندن حيث عمل في" القبس" الدولية
شاركت رسوم ناجي العلي في عشرات المعارض العربية والدولية .
أصدر ثلاثة كتب في الأعوام (1976 ، 1983 ، 1985) ضمت مجموعة من رسوماته المختارة .
كان يتهيأ لإصدار كتاب رابع لكن الرصاص الغادر حال دون ذلك .
حصلت أعماله على الجوائز الأولى في معرضي الكاريكاتير للفنانين العرب أقيما في دمشق في سنتي 1979 1980 م .
عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين .
نشر اكثر من 40 ألف لوحة كاريكاتورية طيلة حياته الفنية ، عدا عن المحظورات التي مازالت حبيسة الأدراج ، ماكان يسبب له تعباً حقيقياً .
اختارته صحيفة "اساهي " اليابانية كواحد من بين أشهر عشرة رسامي كاريكاتير في العالم .
متزوج من السيدة وداد صالح نصر من
بلدة صفورية – فلسطين وله أربعة أبناء:
خالد ، أسامه ، ليال وجودي.
اغتيل في لندن يوم 22 / 7 / 1987 وتوفي 29/ 8/ 1987 م .
وبعد وفاته ، أقيم مركز ثقافي في بيروت أطلق عليه اسم " مركز ناجي العلي الثقافي" تخليداً لذكراه ، كما حملت اسم الفنان مسابقة الرسم الكاريكاتوري أجرتها جريدة " السفير" .
8/ 2/ 1988 وصف الاتحاد الدولي لناشري الصحف في باريس ناجي العلي ، بأنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر ، ومنحه جائزة " قلم الحرية الذهبي" وسلمت الجائزة في إيطاليا إلى زوجته وابنه خالد ، علماً بأن ناجي العلي هو أول صحافي ورسام عربي ينال هذه الجائزة


حنظلة يُعرّف بنفسه...
عزيزي القارئ اسمح لي ان اقدم لك نفسي .. انا وأعوذ بالله من كلمة أنا .. اسمي : حنظلة ، اسم أبي مش ضروري ، امي .. اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة .. نمرة رجلي :ما بعرف لاني دايماًً حافي .. تاريخ الولادة : ولدت في (5 حزيران 67)جنسيتي: انا مش فلسطيني مش أردني مش كويتي مش لبناني مش مصري مش حدا .. الخ ،باختصار معيش هوية ولا ناوي اتجنس .. محسوبك انسان عربي وبس ..
التقيت بالصدفة بالرسام ناجي .... كاره فنه لانه مش عارف يرسم .. وشرحلي السبب .. وكيف كل ما رسم عن بلد .. السفارة بتحتج ..الارشاد والانباء ( الرقابة) بتنذر .. قلي الناس كلها اوادم .. صاروا ملايكة .. وآل ما في أحسن من هيك .. وبهالحالة .. بدي ارسم بدي اعيش .. وناوي يشوف شغلة غير هالشغلة .. قلتله انت شخص جبان وبتهرب من المعركة .. وقسيت عليه بالكلام ، وبعدما طيبت خاطرو .. وعرفتو على نفسي واني انسان عربي واعي بعرف كل اللغات وبحكي كل اللهجات معاشر كل الناس المليح والعاطل والادمي والازعر .. كل الانواع .. اللي بيشتغلوا مزبوط واللي هيك وهيك .. وقلتله اني مستعد ارسم عنه الكاريكاتير . كل يوم وفهمته اني ما بخاف من حدا غير من الله واللي بدوا يزعل يروح يبلط البحر .. وقلتلو عن اللي بيفكروا بالكنديشن والسيارة وشو يطبخوا اكتر من مابفكروا بفلسطين ..
وياعزيزي القارئ .. انا اسف لاني طولت عليك .. وما تظن اني قلتلك هالشي عشان اعبي هالمساحة .. واني بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن صديقي الرسام اشكرك على طول .. وبس ..
التوقيع (حنظلة)


يقول ناجي العلي: عن حنظلة
ولد حنظلة في العاشرة من عمره، و سيظل دائماً في العاشرة ، ففي تلك السن غادرتُ الوطن، وحين يعود، حنظلة سيكون بعد في العاشرة، ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك ... قوانين الطبيعة المعروفة لا تنطبق عليه، إنه استثناء لأن فقدان الوطن استثناء ،.. وستصبح الأمور طبيعيةً حين يعود للوطن ..لقد رسمته خلافاً لبعض الرسامين الذين يقومون برسم أنفسهم ويأخذون موقع البطل في رسوماتهم ... فالطفل يُمثل موقفاً رمزياً ليس بالنسبة لي فقط ... بل بالنسبة لحالة جماعية تعيش مثلي وأعيش مثلها. .. قدمته للقراء واسميته حنظلة كرمز للمرارة، في البداية قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق قومي ثم أفق كوني إنساني.
أما عن سبب إدارة ظهره للقراء فتلك قصة تُروى: في المراحل الأولى رسمتُه ملتقياً وجهاً لوجه مع الناس، وكان يحمل "الكلاشنكوف" وكان أيضاً دائم الحركة وفاعلاً وله دور حقيقي: يناقش باللغة العربية والإنجليزية، بل أكثر من ذلك فقد كان يلعب "الكاراتيه" .. يغني الزجل ويصرخ ويؤذن ويهمس ويبشر بالثورة.
وفي بعض الحالات النادرة، وأثناء انتفاضة الضفة الغربية، كان يحمل الحجارة ويرجم بها الأعداء، وأثناء خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت كان يقبّل يد هذه المدينة الجريحة مثلما كان يقدم الزهور لها. .
كنت أحرض الناس .. بعفوية الطفل الذي عقد يديه خلف ظهره ، ولكن بعد حرب أكتوبر 1973 " كتفته" باكراً لأن المنطقة ستشهد عملية تطويع وتطبيع مبكرة قبل رحلة " السادات " ... من هنا كان التعبير العفوي لتكتيف الطفل هو رفضه وعدم استعداده للمشاركة في هذه الحلول ، وقد يعطى تفسيراً أن لهذا الطفل موقفاً سلبياً ينفي عنه دور الإيجابية، لكنني أقول: إنه عندما يرصد تحركات كل أعداء الأمة، ويكشف كافة المؤامرات التي تحاك ضدها، يبين كم لهذا الطفل من إسهامات إيجابية في الموقف ضد المؤامرة ... وهذا هو المعنى الإيجابي. ..أريده مقاتلاً ، مناضلاً و.. حقيقة الطفل أنه منحازٌ للفقراء، لأنني أحمل موقفاً طبقياً، لذلك تأتي رسومي على هذا النحو ، والمهم رسم الحالات والوقائع وليس رسم الرؤساء والزعماء.
إن"حنظلة"شاهد العصر الذي لايموت.. الشاهد الذي دخل الحياة عنوة ولن يغادرها أبداً .. إنه الشاهد الأسطورة ، وهذه هي الشخصية غير القابلة للموت ، ولدت لتحيا ، وتحدت لتستمر ، هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي ، بالتأكيد ، وربما لا أبالغ إذا قلت أني قد أستمر به بعد موتي ) .






بقلم ناجي العلي: عن نفسة
طور الصبا
اسمي ناجي العلي.. ولدت حيث ولد المسيح ، بين
طبرية والناصرة ، في قرية الشجرة بالجليل الشمالي، أخرجوني من هناك بعد 10 سنوات ، في 1948 إلى مخيم عين الحلوة في لبنان .. أذكر هذه السنوات العشر أكثر مما أذكره من بقية عمري، أعرف العشب والحجر والظل والنور ، لا تزال ثابتة في محجر العين كأنها حفرت حفراً .. لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك .
.. أرسم .. لا أكتب أحجبة ، لا أحرق البخور ، ولكنني أرسم ، وإذا قيل أن ريشتي مبضع جراح ، أكون حققت ما حلمت طويلاً بتحقيقه.. كما أنني لست مهرجاً ، ولست شاعر قبيلة – أي قبيلة – إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث دائماً أن تعود .. ثقيلة .. ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا .
متهم بالانحياز ، وهي تهمة لا أنفيها .. أنا لست محايداً ، أنا منحاز لمن هم "تحت" .. الذين يرزحون تحت نير الأكاذيب وأطنان التضليلات وصخور القهر والنهب وأحجار السجون والمعتقلات، أنا منحاز لمن ينامون في مصر بين قبور الموتى ، ولمن يخرجون من حواري الخرطوم ليمزقوا بأيديهم سلاسلهم ، ولمن يقضون لياليهم في لبنان شحذاً للسلاح الذي سيستخرجون به شمس الصباح القادم من مخبئها .. ولمن يقرأون كتاب الوطن في المخيمات.
كنت صبياً حين وصلنا زائغي الأعين ، حفاة الأقدام ، إلى عين الحلوة .. كنت صبياً وسمعت الكبار يتحدثون .. الدول العربية .. الإنكليز .. المؤامرة .. كما سمعت في ليالي المخيم المظلمة شهقات بكاء مكتوم .. ورأيت من دنت لحظته يموت وهو ينطلق إلى الأفق في اتجاه الوطن المسروق ، التقط الحزن بعيون أهلي ، وشعرت برغبة جارفة في أن أرسمه خطوطاً عميقة على جدارن المخيم .. حيثما وجدته مساحة شاغرة .. حفراً أو بالطباشير..
وظللت أرسم على جدران المخيم ما بقي عالقاً بذاكرتي عن الوطن ، وما كنت أراه محبوساً في العيون، ثم انتقلت رسوماتي إلى جدران سجون ثكنات الجيش اللبناني ، حيث كنت أقضي في ضيافتها فترات دورية إجبارية .. ثم إلى الأوراق .. إلى أن جاء
غسان كنفاني ذات يوم إلى المخيم وشاهد رسوماً لي، فأخذها ونشرها في مجلة " الحرية"وجاء أصدقائي بعد ذلك حاملين نسخاً من " الحرية " وفيها رسوماتي ... شجعني هذا كثيراً.
حين كنت صبياً في عين الحلوة ، انتظمت في فصل دراسي كان مدرسي فيه أبو ماهر اليماني ..وعلمنا أبو ماهر أن نرفع علم فلسطين وأن نحييه ، وحدثنا عن أصدقائنا وأعدائنا .. وقال لي حين لاحظ شغفي بالرسم " ارسم .. لكن دائماً عن الوطن " ..

وتوجهت بعد ذلك إلى دراسة الفن أكاديمياً ، فالتحقت بالإكاديمية اللبنانية لمدة سنة ، أذكر أني لم أحاول خلالها إلا شهراً أو نحو ذلك ، والباقي قضيته كما هو العادة في ضيافة سجون الثكنات اللبنانية .. كانوا يقبضون علينا بأية تهمة ، وبهدف واحد دائماً: هو أن نخاف ، وكانوا يفرجون عنا حين يملون من وجودنا في السجن ، أو حين يتوسط لديهم واحد من الأهل أو الأصدقاء.
ولآن الأمور كانت على ما كانت عليه ، فقد فكرت في أن أدرس الرسم في القاهرة ، أو في روما ، وكان هذا يستلزم بعض المال ، فقررت أن اسافر إلى الكويت لأعنل بعض الوقت .. وأقتصد بعض المال .. ثم اذهب بعدها لدراسة الرسم ..
ووصلت بالفعل إلى الكويت عام 1963، وعملت في مجلة" الطليعة " التي كانت تمثل التيار القومي العربي هناك في ذلك الوقت .. كنت اقوم أحياناً بدور المحرر والمخرج الفني والرسام والمصمم في آن واحد .. وبدأت بنشر لوحة واحدة .. ثم لوحتين ..وهكذا .. وكانت الاستجابة طيبة .. شعرت أن جسراً يتكون بيني وبين الناس ، وبدأت أرسم كالمحموم ، حتى تمنيت أن أتحول إلى أحد آلهة الهند القدامى .. بعشرين يداً .. وبكل يد ريشة ترسم وتحكي ما بالقلب .. عملت بصحف يومية بالإضافة إلى عملي ، ونشرت في أماكن متفرقة من العالم .
كنت أعمل في الكويت حين صدرت جريدة" السفير " في بيروت . ولقد اتصل بي طلال سلمان وطلب مني أن أعود إلى لبنان لكي أعمل فيها . وشعرت أن في الامر خلاصاً ، فعدت ولكني تألمت وتوجعت نفسي مما رأيت ، فقد شعرت أن مخيم عين الحلوة كان أكثر ثورية قبل الثورة ، كانت تتوفر له رؤية أوضح سياسياً ، يعرف بالتحديد من عدوه وصديقه ، كان هدفه محدداً فلسطين ، كامل التراب الفلسطيني .
لما عدت ، كان المخيم غابة سلاح ، صحيح ، ولكنه يفتقد إلى الوضوح السياسي، وجدته أصبح قبائل ، وجدت الأنظمة غزته ودولارات النفط لوثت بعض شبابه ، كان هذا المخيم رحماً يتشكل داخله مناضلون حقيقيون ، ولكن كانت المحاولات لوقف هذه العملية . وأنا اشير بإصبع الاتهام لأكثر من طرف ، صحيح أن هناك تفاوت بين الخيانة والتقصير ، ولكني لا أعفي أحداً من المسؤولية ، الأنظمة العربية جنت علينا ، وكذلك الثورة الفلسطينية نفسها .
وبدأ الغزو ....
عندما بدأ الغزو كنت في صيدا ، الفلسطينيون في المخيمات شعروا أنه ليس هناك من يقودهم ، اجتاحتنا إسرائيل بقوتها العسكرية ، انقضت علينا في محاولة لجعلنا ننسى شيئاً اسمه فلسطين ، وكانت تعرف ان الوضع عموماً في صالحها ، فلا الوضع العربي ، ولا الوضع الدولي ولا وضع الثورة الفلسطينية يستطيع إلحاق الهزيمة بها ، والأأنظمة العربية حيدت نفسها بعد " كامب ديفيد ".

في الماضي كانت الثورة الفلسطينية تبشر بحرب الأغوار بالرجب الشعبية ، العدو جاء باتجاهنا وكل قياداتنا العسكرية كانت تتوقع الغزو، وبتقديري ، ورغم أنني لست رجلاً عسكرياً ولم أطلق رصاصة في حياتي ، أنه كان من الممكن أن تجتاح إسرائيل لبنان بخسائر أكبر بكثير ، وهنا تشعر أن المؤامرة كانت واردة من الأنظمة ومن غير الأنظمة ، أقصد مؤامرة تطهير الجنوب والقضاء على القوة العسكرية الفلسطينية وفرض الحلول " السلمية" وتشعر أنه مقصود أن تقدم لنا هذه "الجزرة" لكي نركض وراء الحل الأمريكي.

هذا هو الوضع العربي والوضع الفلسطيني جزء منه ، بتقديري أنه كان يمكن أن نسدد ضربات موجعة لإسرائيل ، ولكن مخيماتنا ظلت بلا قيادة ، وكيف لأهاليها أن يواجهوا الآلة العسكرية الإسرائيلية !
الطيران والقصف اليومي من البر والبرح والجو ، بالإضافة إلى أن الوضع كان عملياً مهترئاً ، قيادة هرمت ، ومخيمات من زنك وطين، اجتاحها الإسرائيليون وجعلوها كملعب كرة قدم ، ومع ذلك وصل الإسرائيليون إلى بيروت وحدود صوفر ، والمقاومة لن تنقطع من داخل المخيمات وبشهادات عسكريين إسرائيلين وبشهادتي الشخصية اعتقلت أنا وأسرتي كما اتعقلت صيدا كلها وقضينا 3 أو 4 أيام على البحر .
بعد أن تم الاحتلال ، كان همي أن أتفقد المخيم لأعرف طبيعة المقاومة والقائمين بها ، أخذت معي ابني _وكان عمره 15 سنه وذهبنا في النهار ، كانت جثث الشهداء ما زالت في الشوارع والدبابات الإسرائيلية المحروقة على حالها على أبواب المخيم لم يسحبها الإسرائيليون بعد ، تقصيت عن طبيعة المقاومين فعرفت أنهم أربعون أو خمسون شاباً لا أكثر ، كان الأإسرائيليون قد حرقوا المخيم والأطفال والنساءكانوا مازالوا في الملاجيء، وكانت القذائف الأإسرائيلية تنفذ إلى الأعماق وكان قد سقط مئات الضحايا من ألأاطفال في المخيم وفي صيدا . وبشكل تلقائي عاهد هؤلاء الشباب أنفسهم أنهم لن يستسلموا وأنها الشهاجة أو الموت ، وفعلاً لم تستطع إسرائيل أن تأسر أي واحد من هؤلاء الشباب . في النهار ، في ضوء الشمس كانت إسرائيل تنقض عليهم . وفي الليل يخرجون هم بالأر بي جي . فقط .
هذه صورة مما حدث في مخيم عين الحلوة ، وأنا شاهد ولكني أعرف أن هناك صوراً أخرى في مخيمات صور والبرج الشمالي والبص والرشيدية .
كان الناس في الملجأ وفي الشارع يدعون لله ويسبون الأنظمة وكل القيادات ويلعنون الواقع ولا يبرئون أحداً ، ويشعرون أنه ليس لهم إلا الله ويتحملون مصيرهم .

جماهير الجنوب بما فيها جماهيرنا الفلسطينية المعترة (الفقيرة ) هي التي قاتلت وهي التي حملت السلاح ووفاء لهذا الشعب العظيم الذي أعطانا أكثر مما أعطانا أي طرف آخر، وعانى وتهدم بيته ، لابد من أن يقول المرء هنا إن مقاومي الحركة الوطنية اللبنانية قد جسدوا روح المقاومة بما يقارب الأسطورة । وفي رأيي أن الإعلام العربي مقصر في ع ملية توضيح روح المقاومة الحقيقية .

ما زلنا أحياء ...بالصدفة!

مر وقت ظن فيه الناس أني مت ، إلى أن مرت إحدى الصديقات في صيدا واكتشفت أني موجود فأعطيتها رسومات لي لكي يطمئنوا في السفير ويتأكدوا من أني ما زلت حياً .
وكنت طوال الوقت افكر : ماذا أفعل ؟ وانتهى بي تفكيري إلى ضرورة الذهاب إلى بيروت ، فودعت زوجتي وأولادي وذهبت ، كان من الصعب أن أصل ليس فقط بسبب الإسرائيليين ولكن أيضاً بسبب الكتائب الذين كانت معرفتهم بأني فلسطيني سبباً كاتفياً لقتلي .
بدأت رحلتي ذات صباح باكر في سيارة ، ثم نزلت بين أشجار الزيتون في منطقة اسمها الشويفات واتجهت إلى بيروت مشياً ، ويومها التقيت بالكاتب المسحي السوري سعد الله ونوس الذي كان طالعاً باتجاه دمشق وكان لديه أخبار أني ميت ، ثم وصلت" السفير".
في بيروت التقيت بالكاتبين الفلسطينيين حنا مقبل (رحمه الله) ورشاد أبو شاور ، وكانا يصدران مجلة اسمها "المعركة " فصرت ارسم في" السفير" وأرسم في "المعركة "وأتسائل مالذي بإمكان المرء أن يفعله في مواجهة هذا القصف من الجهات الستة (من الأربع جهات ومن الجو والسيارارت المفخخة ) .وكما يقول الفلسطينيون " هنا يكون الموت موجب كثير" كان المواطن منا يشعر بالتقصير والعجز ويرحب بالموت .
وعشنا معاً نحن العاملين في السفير في تلك الفترة (وحتى البنات مرة طبخن معكرونة بلا لحم طبعاً ولاشيء ولكننا وجدناها أشهى أكلة . وكان معنا شاب مصري يعمل في الكانتين ويظل ساهراص معنا ويأتينا بالشاي والقهوة ) .كانت تجربة خاصة وحميمة وكان شغلنا هو رفع معنويات الناس بالكلمة ، وبالمانشيت ، بالرسم .
" السفير" قدمت لشبابها ، كما قتل الشاعر علي فودة وهو يوزع مجلة " الرصيف "التي كان يصدرها . كانت المسألة قدرية ، القذائف تصل الاطفال في الملاجيء .. وهكذا يشعر الإنسان أن بقاؤه حياً محض صدفة ، إذا جاءت القذيفة جاءت و إن لم تأتِ فذلك مجرد صدفة ، لم تكن هناك الفرصة أمام أحد ليحزن أو ليبكي . وأنا بكيت مرة واحدة بعد خروج المقاومة ومجزرة صبرا وشاتيلا . ولم يكن بكائي قهراً بقدر ما كان إعلاناً أني فلسطيني وأني أبكي الشهداء وأبكي الوضع . كنت أشعر بالوحشة . كثيراً من أصداقائي الحميمين كانوا قد ذهبوا وكنت أشعر أن البيوت من حولي فارغة . قبل ذلك كنت تلتقي في نفش تلك الشوارع بالمناضل المصري مع المناضل اللبناني مع المناضل الفلسطيني مع المناضل العراقي . والمرء يشعر بوجودهم ويتحامى فيهم ويستظل بهم ، ومع ذلك صار لبيروت بعد خروج المقاومة تقدرير خاص في نفسي .
وكنت أسأل نفسي كيف أعبر ؟ كنت أشعر بالعجز وأتصور أنه لا يوجد أي شاعر يقدر على تجسيد أي مشعد أو لحظة واحدة من لحظات بيروت ، ومع ذلك كنت أرسم .
وفي يوم كان القصف فيه عنيفاً جداً على بيروت ، من الجهات الست ، وتوقفت كل الصحف ما عدا " السفير" وأين نلجأ ؟ لجأنا إلى الدور الأارضي محل المطابع . واستمر القصف طوال الليل ولم يتركوا زاوية أو بيتاً إلا وقصفوه . وعندما خرجت فوجدت كل البيوت مصابة من فوق ومن تحت وانضافت إليها شبابيك جديدة . رسمت زهرة مقدماً لبنت - رمز بيروت – من الفجوة التي احدثتها القذيفة مع عبارة " صباح الخير يا بيروت " .

إن " صباح الخير" لليلة حالكة بهذا الشكل تكتسب معنى خاصاً تصور القاريء ، وبعد كل هذا القصف والموت ، يفتح الجريدة في الصباح ... فيرى الرسم ، ويرى أحداً يصبح على بيروت . كان ذلك كلقاءنا في الشارع بعد القصف نقبل بعضنا ونبتهج أننا ما زلنا أحياء وكل شيء يهون مادمنا ما زلنا أحياء ! .
و عندما بدأ الرحيل – وبالمناسبة لم استطع رؤية هذا المشهد الذي ربما يكون فيه مقتلي ...
لم أستطع الخروج لتوديع المقاومة ورؤية الناس وهي ترش الزهور والأرز على المقاتلين . أقول عندما بدأ الرحيل ومع أول سفينة غادرت الميناء ، رسمت فدائاً يترك السفينة الراحلة ويسبح عائداً إلى الشاطيء ، وهو يقول : " اشتقت لبيروت " .
حنظلة

رغبتي بالانتماء هي الآن أشد مما كانت سابقاً ، ولدي شعور بأنني الآن مدعو أكثر من قبل إلى المقاومة وليس شرطاً أن تكون فلسطينية ، أنا الآن أملك إحساساً بالمقاومة الوطنية اللبنانية وهي قريبة من النموذج الذي أطمح إليه ، أيه بندقية تتوجه إلى العدو الإسرائيلي تمثلني ، وما سوى ذلك فلا .
ولكن ماذا لو دب في الوهن ؟ ماذا لو خالجني الإحساس بالهزيمة والتراجع أو أغراني مجتمع الاستهلاك ؟ .. حتى لو أردت فإنني لن أستطيع ذلك فولدي " حنظلة" موجود في كل لوحة من لوحاتي يراقب ما أرسم ، إنه ذلك الرمز الصغير الذي أثار جدلاً دون أن جدلا دون أن يدير وجهه.. ورسومي لا تباع لأن حنظلة عنصر ثابت فيها ..

حاولوا أن يجعلوني " رسام القبيلة" ... مع هذا النظام ضد ذاك .. ولكن كيف أقبل و " حنظلة " معي دائماً .. إنه رقيب لا تتصور مدى قسوته .. إنه يعلم ما بداخلي ، وهو يراقب هذا الداخل كحد السكين ، فإذا أردت أن أستريح لكزني ، وإذا فكرت في الرفاهية وحسابات البنوك ذكرني بنفسي .. بأصلي وبناسي وأهلي وشعبي .. أستطيع أن احتال على الرقباء الرسميين ، فبعضهم لا يفهم المقصود من رسمي ، وأغلبهم لا يفهم أصلاً ، ولكنني لا أستطيع أن احتال على حنظلة .. لأنه ولدي .
سنوات طويلة مرت وأنا أرسم .. شعرت خلالهل أنني مررت بكل السجون العربية ، وقلت " ماذا بعد ذلك ؟" كان لدي استعداد عميق للاستشهاد دفاعاً عن لوحة واحدة .. فكل لوحة أشبه بنقطة ماء تحفر كجراها في الأذهان .
كثيرون ارتدوا وتساقطوا .. إنهم يشبهون نبات الظل ، نضعه في المنزل ، نوفر له حرارة معينة وضوءاً معيناً ، فينمو ، دعونا من أولئك ، إنهم موظفون ، أما الفنان الملتزم فإنه ينمو وسط الحجارة وتحت الشمس التي تحرق رؤوس أمهاتنا المنتظرات على أبواب المخيم ، وفي القلوب المهمومة للبسطاء أينما وجدوا .. في مصر مثلاً هناك من تشدقوا بالآلام الناس ، وحين وقعت الاتفاقية مع إسرائيل صفقوا .. فسقطوا ، وهناك أيضاً من رفضوا أن يعهروا ريشتهم فلجأوا إلى رسوم الأطفال .. رسموا للأطفال لأنهم رفضوا القبول بلقمة عيش مغموسة بالكذب .. هذا هو الفنان الحقيقي .. ليس هذا في مصر وحدها .. بل في كل مكان ، في صفوف الفلسطينين ، وفي المدن العربية وفي شوارع تمتد ولايعلم بما فيها إلا الله ، وكم فيها من ألم ونبل .
.... وووعدت أيضاً ألا أصاب بالحول السياسي ، وهو صدقني مرض شائع في العالم العربي ، عين تنتقد كذا وكيت وعين تبرر لكذا وكيت ، وكذا وكيت الأولى لا تختلف عن الثانية في كثير أو قليل ، الخلاف هو خلاف المصدر فقط ، ازدواجية مزمنة هو مرض أولئكالذين حاضرونا ذات يوم في الثورية لهم أسعار معروفة ، بالدولار ، أو بالاسترليني ، وهم " كعداد التاكسي" ، يتوقف إذا لم تدفع ، يتجهون إلى حيث يشاء رب النعمة ، ويتجاوزون عن أخطائه ، بل ويحولونها مآثر ، وينهشون خصومه لو ارتكبوا نفس " المآثر"... ولكن هل يحق لي الانتقاد ؟ لست قاضياً ولكنني رساماً ، ولأنني رسام يتحتم علي أن أوجه ريشتي نحو ما أظنه بائع دماء شعبنا لعلها تتحول يوماً إلى نصر يمزق عن وجهه القناع ، ويكشف مدى قبح ملامحه الحقيقية أما عن أخطائي فهي تلك التي يخطئني فيها الواقع الذي يحدث، فأنا أكون مخطئاً لو قلت إن هذا يخون ثم استشهد هو نفسه في اليوم التالي دفاعاً عن قضيتنا ، وكم أتمنى أن أكون مخطئاً ، ولكن الواقع بعلمني ، ويشحذ نصل ريشتي ، ثم يثبت أن الخائن يكره الاستشهاد والشهداء .

لبنان أحبه ، أهلي هنا وأصدقائي ، وفيه تاريخي وحياتي الكاملة ، حين أرجع إلى ماضي وأتذكر ، فأكثر ما أجده هو لبنان . وحين أكون خارجه في بلد آخر أشعر بالغربة والشوق . قد يفسر هذا تفسيرات غير عاطفية ، لكني أحب لبنان وهذا هو شعوري نحوه ، وقد ازداد حبي له بعدما تعرض لما تعرض له ، بات الآن بمعنى ما شبيهاً بفلسطين ، كان موجوداً ، مثل فلسطين ، وغير موجود في الوقت نفسه ، كان مهدداً بوجوده .
هذا الشعور عندي نحو لبنان يحرجني أن اسمع أنني غريب عنه ، كان هذا يضع حداً بين الجب وعدم صلاحيتي له ، أو كأنني أسرق شعوراً بالشوق لا حق لي فيه ، كمن يشتهي إمرأة جاره . بالنسبة لأعدائي ، لا فرق بين عدوي الإسرائيلي وعدوي العربي . لا فرق بين أن يكون اسمه محمد أو الياس أو كوهين . لست عنصرياً . لقد أتخذت موقفاً ضد حرب لبنان لأنها حرب "مفبركة " وترتبت بأدوات لخلق كل هذه المصائب ، الفقير الماروني وظف ليقاتل من أجله طبقة برجوازية مارونية ضالعة مع إسرائيل وأمريكا وضالعة مع عرب أمريكا . والفقير الفلسطيني أو الفقير المسيحي يموت وعلى بصره وبصيرته غشاوة تجعله يفشل في تحديد أعدائه الحقيقيين . هذه القضايا أحاول شرحها وألح عليها كثيراً .
المؤامرة على المنطقة إذن مستمرة ، وأدوات القمع تزداد والقبلية تكثر ، وهذا لا يجعل المرء يستسلم بل لا بد أن يستنفر قواه الذاتية وهذا واجب كل القوى الديموقراطية ، وأحبها أن تشكل نسيجاً واحداً . ولا أعتقد أن هناك اختلافاً بين المواطن المصري والمواطن التونسي مثلاً . هناك حقوق مهضومة وواقع تجزئة .
وما أراه أن امريكا تقاتل من خلال أنظمتها - عرب أمريكا - وأجهزتها البوليسية والإعلامية . ورغم شعوري أن هذا زمن رمادي وزمن داكن ، فمازلت أبشر بالثورة ، ثورة حقيقية مهما كانت التضحيات . إن هذا التمزق الضيق والضغوط والمعاناة لا بد أن يولد منها شيء .
المسيح يعنيني كقيمة للفداء ولقد رسمته كثيراً ، ليس لأنه فلسطيني بل لأنه مطارداً ومغلوباً وهو النبي . أرسمه كجنوبي من لبنان وكفلسطيني من أبناء المخيمات .
في الحرب وانا في الملجأ قلت لزوجتي إنني أنذر نذراً لو بقيت على قيد الحياة فسوف " أفضح " هذا الواقع العربي بكل مؤسساته وبكل أنظمته على حيطان العالم العربي كله إن لم أجد جريدة . ومازلت عند نذري ، عندي رغبة في الاستمرار في الإيفاء بالنذر ..
المعركة مفتوحة ومازال عندي أمل . وعندي إحساس أنه لا بد من الحصول على حقوقنا المهضومة مهما كان الثمن . وأشعر بالضعف أمام الناس البسطاء ، أما النجوم فليس عندي نجوم ، شيء طبيعي أن يكون المرء ثورياً ويكون محترماً .. وليس طبيعياً أن يطلب في المقابل أن يركب على أكتافنا أعلم أنني سأواصل الطيرق ، فأنا على موعد هناك .. بعدياً .. ولن أخلفه ، سنلتقي ذات يوم .. الجميع .. الشهداء ، وأبناء المخيمات والمغتربون هنا وهناك حاملين صورة الوطن في العيون ، و "فاطمة " الفلسطينية التي حملت هموماً تئن تحت وطأتها الجبال .. سندق ساري علم
فلسطين في تراب الوطن .. سنستمر


اغتياله الأول

حوالي الساعة 13 : 5 من بعد ظهر أربعاء 22 / 7 / 1987 وصل ناجي العلي إلى شارع " اكزويرت بليس" أ . س دبليو 3 ثم مشى عبر شارع " درايكوت افنيو " إلى شارع " ايفز " في وسط لندن حيث تقع مكاتب " القبس - الدولية " وبعد أن ركن سيارته في أول هذا الشارع ، توجه سيراً على الأقدام في اتجاه مبنى مكاتب الصحيفة لقطع مسافة لا تزيد على ( 30 ) متراً ، وروى أحد زملائه في الصحيفة أنه رأى ناجي وهو يسير باتجاه المبنى من نافذة غرفته المطلة على الشارع حيث كان يتتبع خطاه شاب " شعره أسود وكثيف " يرتدي سترة من نوع " الجينز " لونها أزرق فاتح من طراز " دينيم " وبعد ذلك بثوان عدة سمع دوي ناري نظر على أثره من النافذة فوجد ناجي ملقى على الأرض ، في حين شاهد الشاب الذي كان يتعقبه يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة من شارع " ايفز" الضيق.
ووفقاً لرواية رجال الشرطة البريطانية أن " الشاب المجهول الهوية " الذي أطلق النار على ناجي العلي قد سار بمحاذاته وأطلق النار عن قرب على وجه ناجي حيث اخترقت الرصاصة صدغه الايمن وخرجت من الأيسر .
وبعد وصول رجال الشرطة " سكوتلانديارد" إلى مكان الحادث تم نقل ناجي في سيارة إسعاف تأخر وصولها بسبب ازدحام خانق للسير إلى مستشفى " سانت ستيفنز" وقد تجمعت بقعة من الدماء تحت جسم ناجي وهو مايزال بيده اليمني مفاتيح سيارته ويتأبط تحت ذراعه اليسرى رسوم يومه ، وتم إدخاله إلى غرفة العناية الفائقة فور وصوله إلى المستشفى وهو في حالة غيبوبة تامة ، وفي اليوم التالي نقل إلى مستشفى " تشارنغ كروس" .
ويقول البيان المرفق بصورة لناجي : " نداء للمساعدة . إطلاق رصاص . في الساعة 13 : 5 من بعد ظهر أربعاء 22 / 7 / 1978 ، أقدم هذا الرجل ( ناجي ) على توقيف سيارته في شارع " اكزويرت بليس" أ . س دبليو 3 ، ثم مشى عبر شارع " درايكوت افنيو " إلى شارع " ايفز " حيث أطلق عليه الرصاص.
ويوم السبت 29/ 8/ 1987 وبعد 38 يوماً من إصابة ناجي العلي برصاصة غادرة ، تناقلت وكالات الأنباء العربية والعالمية المختلفة نبأ استشهاد ناجي العلي متأثراً بجراحه في مستشفى " تشارنغ كروس" بلندن نتيجة لهبوط في القلب بعد أن فشلت محاولات إنقاذه منذ إصابته . بعدها بذلت عائلة الشهيد ناجي العلي جهداً لتحقيق وصيته الخاصة بدفنه إلى جانب والديه في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا ، ولكن تعذر تحقيق وصيته ، لهذا دفن في بريطانيا .
وبالفعل فقد دفن يوم الخميس3-9-1987 في مقبرة «بروك وود الإسلامية الواقعة في منطقة " وكنغ" ( 30 ميلا من العاصمة البريطانية لندن والذي رفع فوق قبره الذي يحمل الرقم 230190-العلم الفلسطيني).
كدفن موقت ريثما تتهيأ الظروف لنقل رفاته إلى مخيم عين الحلوة لاحقاً؛ وكانت الصلاة قد أقيمت على جثمان الشهيد ناجي العلي في الساعة الواحدة والنصف بعد صلاة الظهر في مسجد المركز الثقافي الإسلامي الواقع في (ريجنت ارك) وسط لندن .
أما عائلة الشهيد ناجي العلي، فقد أصدرت بياناً في لندن في 9-9-1987 «إلى الجماهير العربية في كل مكان » ، قالت فيه : -
" لقد ارتكبوا الجريمة الكبرى وهل هناك في هذا العصر أكبر من جريمة اغتيال رسام " .

لقد اغتالوا ناجي الفنان الملتزم بقضية فلسطين لأن ريشته لعبت دوراً هائلاً ومؤثراً في هذا الزمن العربي الرديء، ولأن فنه العظيم كان ينبع من الجماهير ويصب في بحر الجماهير، لقد كان ناجي ابنا باراً للجماهير البسيطة ولكل الناس الطيبين ، ومن هنا شكلت رسوماته طاقة جبارة أزعجت الكثيرين ، لكنها كانت دائما تمثل نبض الإنسان الفلسطيني المعذب وخلجات كل عربي مقهور. ولقد دفع ناجي الثمن غاليا في حياته وقبل استشهاده : ونحن عائلة ناجي دفعنا الثمن تشردا وإبعادا ونفيا حملنا في الأخير إلى خارج الوطن العربي بأسره ، إلى هنا، إلى لندن .
وفي لندن استشهد ناجي فدفعنا جميعا الثمن الأعظم وكانت الفاجعة . لكن مأساتنا بناجي لم تنته باستشهاده فجاءت المأساة الثانية التي تقطر مرارة وتنضح بالعلقم، مأساة البحث عن قبر لناجي وكان قرارنا على الفور قاطعا وواضحا : ناجي الذي عاش بين الجماهير يجب أن يبقى بعد استشهاده في حضن الجماهير، والموقع الطبيعي لجثمان ناجي هو الشجرة قريته الفلسطينية التي رأى فيها النور ويشعر وبكل قرى فلسطين ومدنها وحمل وزرها الثقيل ، لكن الشجرة وكل فلسطين محتلة مغتصبة ، إذن فليدفن ناجي في المخيم الذي أحبه وبين الناس الذين عشقوه : في مخيم عين الحلوة كان قراراً مؤلما لأنه يحرمنا نحن وزوجته وأولاده الذين فرض علينا التشرد والنفي يحرمنا من حقنا في أن نزوره بصلاة ودعاء وباقة ورد, لكننا كنا ندرك أن ناجي ليس ملكاً لنا وحدنا بل هو أيضا ملك للجماهير الفلسطينية والعربية التي أصبح ناجي رمزها للطهارة والنظافة في عصر المتاجرة بكل المقدسات ، ولهذا كان قرارنا دفن شهيدنا العظيم في مخيم عين الحلوة وقمنا بالاتصالات اللازمة وحصلنا على التأشيرات اللازمة وعلى تعهد مشكور ببذل كل مساعدة .
لكننا اكتشفنا بعدئذ أن هناك أجواء تشنج حادة تكتنف الموضوع برمته ، وقال لنا العديد من الشخصيات المسؤولة إنهم لا يستطيعون ضمان أي شيء، وعبر الكثيرون عن خشيتهم من أن تستغل الجنازة لارتكاب مذبحة جديدة تضاف إلى سلسلة المذابح التي يتعرض لها شعبنا وما كان ناجي ليرضى بهذا ولا كان من حقنا أن نقبل به .
وأسقط في يدنا فأجرينا العديد من الاتصالات والمشاورات واتفق الرأي أخيرا على إجراء عملية الدفن في المقبرة الإسلامية في بروك وود في لندن كدفن أمانة أي كدفن موقت ريثما تتهيأ الظروف الملائمة لنقل رفات شهيدنا العظيم إلى مخيم عين الحلوة في أجواء أفضل لكي تتحقق رغبتنا ورغبة شهيدنا ورغبة الجماهير في كل مكان، ولكي يكون موكب ناجي إلى مثواه الأخير مسيرة حضارية وثقافية تليق بشهيدنا العظيم وفنه وتراثه وروحه الطاهرة .
هذا هو عهدنا، عهد ناجي، عهد الفن الملتزم ، عهد الجماهير الطيبة، عهد فلسطين التي من أجلها ناضل ناجي ومن أجلها استشهد».
وبعد وفاته كتبت صحيفة الوطن الكويتية في افتتاحيتها مقالا بعنوان «الأشجار تموت واقفة ». «لا تحزنوا على موت ناجي العلي.. بل احزنوا على أنفسكم وعلى أوضاعكم وعلى أمة تقتل مبدعيها. ناجي مات بالطريقة التي اختارها هو وبكامل وعيه وبإصرار عجيب .. «كما» وقف ناجي العلي ضد الدكتورة رشيدة مهران ونشاطاتها داخل اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، بل اعتبر هذه المرأة مدسوسة من قبل المخابرات في أجهزة منظمة التحرير..». إذا «اغتيل ناجي العلي ربما لأنه لم يكن فلسطينيا بالمعنى الذي يراد للفلسطيني أن يكون اغتالوه لأنه لا يؤمن إلا بشعار كامل التراب الفلسطيني.
لقد اغتالوه لأن فنه كان ينبع من الجماهير، لكن رسوماته شكلت طاقة جبارة أزعجت الكثيرين ، لكنها كانت دائما تمثل نبض الإنسان الفلسطيني المعذب وخلجات كل عربي مقهور. لقد دفع ناجي العلي روحه ثمناً لحفاظه على حقه في الكلام" حق الكلام كحق الخبز، والكلمة الصادقة زواده وقوت للأفئدة" .
حق الكلام عند ناجي العلي قبل حق الطعام . وعبثا يحاولون إسكاته بالرصاص ، إذ لئن أسكت الرصاص هذا الفارس فإن ألف فارس سوف يتناول ريشته ، قلمه بندقيته ليتابع المسار إياه .
وبموته يكون ناجي العلي انضم إلى قافلة الشهداء من كتّاب وصحفيين فلسطينيين عرب نذروا أنفسهم لخدمة قضاياهم العربية والدفاع عنها حتى الموت . والآن ، من الذي أطلق النار على ناجي العلي ؟
" ليس مهما ذلك المأجور الذي نفذ الجريمة المروعة وإنما ذلك الوغد الذي أصدر أوامره بذلك. كما أنه ليس مهما أيضا (جنسية) ذلك الوغد، فقد يكون صهيونيا، عربيا، شيطانا .
ليس هذا مهما، فالخيانة لا جنسية لها، إنها الخيانة والغدر والدناءة في أقصى درجاتها

والرسالة واضحة :
أيها المثقفون الأحرار , أيها المناضلون الشرفاء اخرسوا وألا فكواتم الصوت في انتظاركم ॥"



"الاغتيال الثاني"

عام 1987نحت الفنان شربل فارس نصبا طوليا بأسلوب واقعي تعبيري للفنان ناجي العلي بقامته الشامخة بوجه العاصفة ..... استغرق العمل به ما يقارب الخمسة شهور من الدراسات والتصاميم والتعديلات والإضافات.
وقد بلغ طول هذا التمثال 275سم ومعدل عرضه 85سم ومعدل السماكة 45سم ، من مادة فيبرغلاس _ بوليستر ملون ومقوى بالحديد.
وقد وضع التمثال في مدخل مخيم عين الحلوة الشمالي في الشارع التحتاني ، هذا المخيم الذي نشأ فيه ناجي العلي والتصق به ،وأخذ منه أغزر لوحاته وأكثرها صدقاً ومعاناة ، إلاّ أن التمثال تم تفجيره بعد فترة قصيرة من إقامته أطلقت النار في عينه اليسرى مباشرة ..... وتم سحله وجره. ولم يعد يعرف إلى أي مكان نقل بعد ذلك !
التمثال من الأمام ، يحمل الفنان رسومه بيد وتشكل قبضة اليد الثانية بعروقها البارزة رمزاً لحجر الانتفاضة في فلسطين (وكان الفنان الشهيد أول من بشر بها في رسوماته ).