<$BlogDateHeaderDate$>
غزة: مدينة يحدها غربا بحر محاصر فلا صيد ولا أسماك ولا أمان للراحة، يحدها شرقاً بالتصاق رهيب سلك إلكتروني يوفر أماناً تكنولوجياً للمحتل الذي يراقب أنفاس المدينة المحاصرة، هناك على ذاك السلك المكهرب اصطاد الاحتلال عشرات الأطفال والرجال الذين حاولوا البحث عن مصدر رزق باصطياد الطيور المهاجرة فكانت رصاصات الاحتلال لهم بالمرصاد، وللموت فقط لذويهم تبقى جثة الشهيد يومان إلى حين يقتنع المحتل بإبلاغ الكوادر الطبية عن وجود قتيل ما... ويحدث اللقاء بين الأهل وشهيدهم المفقود في ثلاجة الموتى ولا تكفي الدموع لاسترداده، فغزة لم تفارقها جنائز التشييع وبيوت العزاء فكل شارع بها يحكي قصة شهيد، وكل منزل لا يخلو من آهات الحصار. جنوباً يحد المدينة المحاصرة معبر رفح المغلق وهناك جراحات وآهات وبكاء حار لمن منعهم إغلاق المعبر من معانقة الأهل بغزة، في الجانب المصري عالقون يتوقون لأبنائهم ولرائحة المدينة المحاصرة، أما شمالاً فغزة محاصرة بفعل معبر إسرائيلي سيء السمعة قتل على أبوابه حجاج بيت الله الحرام والمعاناة تطول. مدينة أظلمت ليلاً... وفي النهار المضيء بنور الشمس لا صوت مذياع ولا تلفاز ولا غسالة حتى ولا مدفئة تبعث الحر في اجواء المدينة الباردة، اما الشموع فقد عزّ وجودها بالمدينة المحاصرة وارتفعت أثمانها، لتصبح الشمعة كالعروسة طلابها كثر ومهرها أكبر.. وبالنهاية مقاومة تأبى الخضوع لذل المحتل الذي يحاول عصرها حتى الذوبان، وترسل حمم الحصار إلى مستوطنات المحتل المحيطة بالقطاع، ودعوات رسمية لوقفها، في ظل اقتناع شعبي عارم أنها وسيلة مقاومة شرعية تضمنها الشرائع الدولية لكل من يستبيح الاحتلال دمه وأرضه وغذاءه. |