انتصف النهار في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة والمعروف لدى الغزيين بموقف التاكسيات ..باعة متجولون في كل مكان و تجمعات للمتسوقين أمام ما تيسر من بضاعة العريش.
العاطلون عن العمل و منهم النجار و الحداد و الخياط و العامل من كانوا يعملون داخل الخط الأخضر وبعض الموظفين الذين لم يتلقوا رواتبهم يعملون كبائعين صغار في الأسواق لبيع ما جلبوه من مدينة العريش ورفح المصرية في الأسواق الغزية....
ومن أهم السلع الموجودة في ميدان فلسطين الدخان, والاغنام ,وبعض المواد الغذائية, ومواد التنظيف ,والزيت,ومشتقات البترول من السولار والكاز والبنزين, والالبن والاجبان, والتمور, ويعض المولدات الكهربائية التى تباع باسعار تكاد تكون خيالية .
ولكى يجلب هؤلاء الناس بضاعتهم من مصر اضر بعضهم الى بيع مصاغ زوجتة اة تجميدة العمر كما يقول بعضهم و بعضهم الاخر باع عفش بيته او جوالة .... الخ مما يمكن ان يباع هذة الايام و بعضهم استدان من انسابة او اصدقائة ( هذا ان وجد من يداينة ) .
و كلهم يحلم ببيع بضاعتة باغلى الاثمان.
والملاحظ ان معظم هؤلاء يبيع الدخان و كأن غزة تحولت الى محششة كبيرة أو انه لم يكن ينقصنا فى البلد سوى الدخان والمعسل طبعا ارتفعت اسعار هاتان السلعتان ارتفاعا جنونيا حتى انة بات ضربا من الجنون ان تقول لاحدهم بالله ممكن سيجارة يابو الشباب ..
فسهر علية الدخان هنا بات اغلى من سعر مثيلتها فى سويسرا او هولندا فاردء انواع الدخان بلغ سعرها ما يزيد عن ثلاث اضعلف سعرها العادى اما المعسل فقد بات باكو المعسل اغلى من جرام الدهب و باتت التحجارة فى السجائر كالبورصة فتارة يرتفع سهرها و تارة ينخفض مما يؤدى الى ربح بعضهم و خسارة الاخر ... أما باقى السلع الاخرى فتكاد تلاحظ انها هامشية او غير ذات اهتمام مع انة ينقص السوق سلع كثيرة بات الحصول عليها ضربا من النرف اليوم ذهبت ابحث عن لبن زبادى فلم اجد لا مصرى ولا اسرائيلى ولا حتى محلى .
و مع كل هذة الحركة فى ساحه التاكسيات الا ان المشترين قلائل اولا الدنيا اخر شهر والراتب ما زال فى جيب الحكومة و ثانيا وثالثا و عاشرا اوضاع الناس تردت لم يعد احد يهتم الا بالضرورى جدا للحياة .
يكاد الناس لا يدركون ماذا بعد اغلاق معبر رفح ؟؟ سؤال لم بنتبة احد الى اجابته , مالم يلحظة المعظم او لو يعد لة مساحه فى التفكير بعد ان شغلت معظم الناس بمعبر رفح ماذا سوف يحصل بعد ذلك المعابر الاسرائلية مغلقه منذ فتح المعبر الرفحاوى .
ان الحصار الحقيقى قد بدء الان و ما سبق كان مجرد تغطية عما سوف يكون بعد ذلك ... قد يكون اننى بطبعى متشائم لكن يبدوا اننا مقبلون على عصار كحصار شعب مكة يجوز او يجوز ان تصؤيحات الزهار الاخيرة بشأن اتفاقهم مع مصر على فتح معبر رفح بشكل رسمى امام حركة البضائع على الاقل لكن لا بوادر فى الافق .
لقد عاد كل شىء الى طبيعتة الان اغلقت علينا بوابة السجن التى فتحت بشكل مؤقت و احكمت سلاسلها و ربح كل شخص مبتغاه , فمصر ربحت حوالى المايار و اثنين من عشرة جنية مصرى من ناحية و ربحت بياض ماء الوجه من ناحية اخرى , و حماس ربحت اعتراف المصريين بها كحاكم لقطاع غزة , و اسرائيل ارتاحت من هم الصورايخ الحارقة الخارقة المتفجرة لفترة من الوقت ( لا يعنى هذا اننى ضد صواريخ المقاومة ابدا فانا من مع حق نضالنا بأى شكل من الآشكال ) اما الرئيس عباس فيبدوا انه تراجع قليلا الى الوراء لكونة رفض الحوار مع حماس و صعد الموقف و كان الكثيرين يتوقعون ان يقوم بخطوة شجاعه و نوعية بان وعلى اقل الاحوال ان يترك الباب مواربا لبعض الحوار , أما العالم العربى الحاضر الغائب فقد نفس قليلا عن نفسة باظهارة بعض التعاطف مع اننا ذكرناة بهمومنا و هواننا ( ناسف طبعا لذلك يا عرب فانتم مضطرون الى ذلك ) .
اليوم اغلقت بوابات رفح و تركنا وحدنا كطفل صغير فى غرفه مظلمة مقفلة باحكام و الفار يقف خلف باب جحرة يتبجح بانة يحاصر طفلا صغيرا فى غرفه مظلمة فهو يملك ان يقرض اسلاك الكهرباء متى شاء و للاسف باب حجره الصغير بعد اغلاق باب الغرفة الكبير باحكام و بلا رحمة يكون هو المتنفس الوحيد لهذا الطفل فيأكل فتات اخبز الذى يرمية له الفار من مطبخ اهلة لهذا الصغير
و اترك الباقى لكم يا من تقرؤون