تلفزيون اسرائيل يعرض بضاعته من الجرحى - فضائية الاقصى تعرض الشهداء وتلفزيون فلسطين يغني لمن بقوا احياء
بينما تجري حرب حقيقية بين حماس واسرائيل حول قطاع غزة ، بالصواريخ والمدافع والطائرات ، تجري حرب من نوع اخر وهي حرب الاطفال في وسائل الاعلام .المحلل الاستراتيجي الاسرائيلي زئيف شيف ( توفي قبل عام ) كان كتب في بداية 2001 اي بالتزامن مع انطلاق انتفاضة الاقصى واستشهاد الطفل محمد الدرة " ان هناك مدفعية في هذه المعركة وهي مدفعية الاعلام ويبدو انها بيد الفلسطينيين وليس بيد اسرائيل " .وكأنه اراد ان يحسد حينها الفلسطينيين لانهم خسروا طفلا مثل محمد الدرة !!اما اليوم وبعد مضي 8 سنوات على هذا الحديث ، فيبدو ان اسرائيل دفعت بكل مدفعياتها الاعلامية في الحرب ، مقالات ، عناوين ، كاريكاتير ، والاهم صور الاطفال .ومنذ ايام تفرد الصحف العبرية الرئيسية ووسائل الاعلام المرئية مساحات واسعة جدا لصور الاطفال وهم يبكون وتكتب تحتها حرفيا ( صور تمزق نياط القلب ) .وبالمقابل تنشر وسائل الاعلام الفلسطينية وبينها وكالة معا صور الاطفال القتلى والجوعى والباكين على مساحات واسعة وكأن الحرب انتقلت بشكل غير مقصود لتصبح بهذا الشكل .تلفزيون اسرائيل اجرى مقابلات متلفزة مع اطفال اصابهم او روعهم صاروخ قسام ، فيما فضائية الاقصى تبث اغان وصور تستلهم العذاب وتضرب شرايين القلب حزنا فيبكي حتى الحجر .تلفزيون فلسطين بدوره اراد ان ( يجترح معجزة ) فحاول الحفاظ على طبيعية الاشياء وبث برامج شبه واقعية او اغاني اعتيادية لكن هيهات ، فماذا ينفع الاسبرين الجرح الراعف .وفيما كانت الطائرات تواصل قصفها للقطاع وتوقع العديد من الشهداء والجرحى كان التلفزيون الرسمي يبث برامجه العادية في محاولة لعدم الاعتراف بانهيار الواقع لكنه سرعان ما ادرك صعوبة الوضع .طفل سديروت الجريح ، وطفل غزة الشهيد وطفل رام الله الفاقد للطفولة ، ثلاثة اشباه لا يشبهون بعضهم ابدأ .