أسماء تبكي 13 شهيداً من أفراد عائلتها مزقتهم قذائف الاحتلال
ترقد الطفلة الفلسطينية أسماء العثامنة على سرير في مستشفى وقد أثخنت جسدها الغض جروح ناجمة عن شظايا، واحمرت عيناها من كثرة البكاء. فقد دمرت قذائف المدفعية “الإسرائيلية” منزل عائلة أسماء العثامنة ومزقت والدتها وأختها واستشهد أعمامها وأولاد أعمامها.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 13 فرداً من عائلة العثامنة استشهدوا في القصف الذي تعرضت له بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وقالت أسماء ابنة ال(14 عاماً) بينما كان صوتها يرتعش “كنا نائمين وأيقظنا سقوط قذائف على منزل عمي المجاور. ثم انفجر زجاج نوافذ منزلنا أيضاً”. وقالت: “هربنا من المنزل لنتعرض للمطاردة خارجه، القذائف قتلت أمي وأختي وأصابت جميع إخوتي”. وبينما كانت تتحدث كان أطباء وممرضات في المستشفى القريب من جباليا يقومون بمداواة الجرحى وكثيرون منهم من عائلة أسماء. وتمكنت أسماء وأمها وأختها من الخروج من المنزل عندما بدأ القصف، وقالت اسماء: “الناس خارج المنزل طلبوا منا الفرار، جرينا من المنزل إلى ممر ضيق. ثماني قذائف على الأقل سقطت في الشارع”. ومضت تقول: “كنا خائفين من الموت داخل المنزل. لكن الموت أخذ أمي وأختي خارجه”. كانت ترقد بجوار أسماء ابنة عمها البالغة من العمر عامين ملك العثامنة. كانت مصابة بجروح ناجمة عن شظايا في الوجه. قصة أخرى تشهد على الإرهاب “الإسرائيلي”، فقد كانت حقيبتا محمد وأحمد البالغين من العمر ثماني وتسع سنوات معدتين للذهاب إلى المدرسة ولكن قذيفة مدفعية لم تمهلهما، فقتلتهما، حيث غطت الدماء سريري الطفلين واستشهد تسعة آخرون من أفراد عائلتهما، (العثامنة) في المجزرة. وصرخ إبراهيم العثامنة أحد أعمام الطفلين الشهيدين بصوت مرتعش: “كانوا كلهم نائمين وسقطت القذائف في غرف النوم”. ففي الخامسة والنصف وفي حين كان سكان شارع حمد إما غارقين في النوم أو أنهم استيقظوا لتوهم لأداء صلاة الفجر أو الذهاب إلى أعمالهم سقطت ست قذائف على الأقل على عدة منازل. وكان من بين الضحايا أربع نساء وأربعة أطفال. ويقول باكياً: “استشهد أشقائي السبعة”. ويضيف وهو يقف مذهولاً أسفل المنازل التي طالتها القذائف وقد غاصت قدماه في برك الدم والماء بينما تناثرت على الأرض قطع من اللحم البشري: “كنت ذاهباً إلى العمل وكنت ما زلت قريباً من المنزل عندما سقطت أول قذيفة”. ويتابع وهو يرتجف: “في البداية ظننت انه قصف مثل الذي شهدناه كل يوم خلال الفترة الأخيرة ولكني سمعت بعدها خمسة انفجارات أخرى”. ويروي: “عدت على الفور ورأيت أشياء لا يمكن وصفها، لقد كان هناك بحر من الدماء”. ثم يصيح: “إنهم مجرمون.. إنها مجزرة”. ويؤكد وهو في حالة أقرب إلى الهذيان: “كل أطفالي أصيبوا ولا أعرف حتى الآن ان كان أحد منهم قتل”. ويقول سعيد (50 سنة) من أفراد عائلة العثامنة أيضاً: “إننا منهكون منذ بدأت العملية “الإسرائيلية” الأخيرة وهذا الصباح (أمس) اتصل بي شخص وقال لي “حصلت مجزرة كبيرة لعائلتك”. ويضيف والدموع تنهمر من عينيه “لم نستطع ان ننقل على الفور الموتى والمصابين إلى المستشفى فلم تتمكن فرق الاسعاف من الوصول إلا بعد 30 دقيقة”. أكرم، شقيق الرجال السبعة الذين استشهدوا في المجزرة يكاد يكون فقد النطق، ويقول بصعوبة وعيناه زائغتان في الفراغ “لم استطع ان اصدق عيني، فقد رأيت ابنة أحد أشقائي وقد فصل رأسها عن جسدها بينما فقد أحد أشقائي يده”. أما نبيل (38 سنة) وهو ابن شقيق أحد الضحايا فإن القصف يعزز قناعاته ويؤكد ان “أهالي بيت حانون لن يكفوا عن مقاومة الاحتلال.. سنستمر في مساندة المجاهدين لانهاء الاحتلال”.
تاريخ الخبر:09 - 11 - 200
|